الكلام سيكون طويل ، وغير مفيد على الإطلاق.
هو مجنون ارتكب الكتابة ، إن كان الأمر ذا أهمية بالنسبة لك عزيزتي القارئة / عزيزي القارئ.
لذلك ، ولإخلاء المسؤولية .. جرى التنبيه.
أن توثق وتكتب الأفكار التي تتوالى على بالك يومية ، أو لنقل يومياتك الفكرية أو الدماغية أمر ليس بالصعب.
لعل الصعوبة تكمن في ذلك الهاجس الذي يطـن في دماغك والذي يشعرك بأنه يتوجب عليك كتابة شيء ذا مستوى راق .. كأن يقترب من مستوى نصوص الأستاذة "*1" الرائعة شخصا وكتابة ، أو أن يكون نصك جميلا بما فيه الكفاية بحيث يرضي ذائقة "*2" اللعينة ، ولا يجد فيه "*3" من الأخطاء الإملائية والنحوية ما يجعله ينتشي !
متى استطعت التخلص من مثل هذه القيود ، عبر التسليم والقناعة .. والاعتراف أيضا بأنك مبتدئ في عالم الكتابة ..
وصاحب إمكانيات محدودة -قد يرتفع سقفها بالممارسة- وإن قلدوك رتبة تعرف يقينا أنها أكبر من قوة كتفك الطري! ، أقول ، متى نجحت في التخلص من مثل هذه القيود ، استطعت كتابة شيء تفخر به بمعاييرك الشخصية .
مهلا مهلا !!
أنت لا تحاول استجداء عطف أي قارئ لهذه الـ " شخمطة " ، وعليهم أن يعوا ذلك تماما وأن لا يستجيبوا لنداءات قلوبهم العطوفة.
وبالعودة إلى كتابة الأفكار ، كنت تقول أنه من السهولة كتابة شيء مثل اليومية شريطة التخلص من كل تلك القيود ، بالإضافة إلى ذكر كل تلك التفاصيل التي ستمحوها من ذاكرتك خطوات الزمن ..
والتي لن يسرك فقدانها -أعني التفاصيل - ذات أفول للصحة ، إذا عرفت لذة تذكرها في السنين التي يهاجم فيها البياض غرة رأسك ، وأطراف شاربك الذي لن يعود بإمكانك حف أطرافه وتصغيره فوق ما هو صغير ،لقاء إنكار هزيمتك أمام البياض!
- الأرقام بين علامتي ترقيم ، ترمز إلى أناس أحبهم.
هذه المذكرات -قطعا- كثيرة ، وغريبة أحيانا ..
كأن تكتب وأنت في الباص المتهادي نحو الجامعة جملة تشبه " سحقا لهذه الطريق الغير سوية ! إنها تجعل من الكتابة أمرا عسيرا "
ستعرف مستقبلا مدى وعورة الطريق من خط يدك الذي أصبح سيئا جدا بفعل ارتجاجات الباص .. فحرف الجر "في" يصبح شبيها جدا بـ "فيا" بسبب ارتجاجة ما!
كل الكلمات -تقريبا- في تلك الصفحة مكتوبة بطريقة مضحكة -والتي بالمناسبة - تتحدث عن حوار ماسينجري دار بينك وبين الزميلة الرائعة "*4" ، تلك السيدة التي بسرعة النحل احتلت مكانا في نفسك يخولك الفضفضة إليها بمشاكلك الكثيرة ..
كتلك المشكلة التي تواجهها في فقدان القدرة على التواصل مع الناس الحقيقين على أرض الواقع !
فأنت ولسبب مجهول -وقد ينسب البعض السبب إلى القراءة الكثيرة والركض وراء كتابات الملعون "*5" وما تحتويه من أفكار ، والساحرة "*6" الغارقة في التفاصيل والجماليات ، وقراءات أخرى هنا وهناك ، بالاضافة إلى الأخذ بحديث "الحكمة ظالة المؤمن" ..
ومتابعة البرامج الثقافية والأمسيات الأدبية .. ألخ- أقول أنك لأسباب مجهولة كانت أو معلومة أصبحت فريداً / شاذا في نظرتك للحياة ولمختلف القضايا الاجتماعية والفكرية.
ولأنك لا تملك القدرة التي لدى "*7" مثلا ، في إيضاح الأفكار التي يتحدث عنها ، فأنت بالتالي فاقد للقدرة على التواصل مع الخلق المسمى "بشرا" حولك!!
مثل هذا الوضع ، يجعل أفكارا محبطة تتوالى على دماغك ، كأن تقول "أنا غارق في المثاليات والأحلام!!! "
لكن النتيجة الحتمية لعدة جلسات ماسينجرية برفقة الـ Perfect Lady الصديقة "*8" تكون نافية لدعوى المثالية ، التي هي بالمناسبة عبارة عن تهرب من القيام بواجباتك تجاه مايمليه عليك ضميرك !
إن النتائج المترتبة على كل ذاك وذاك وكل ماسبق ، قد تكون كارثية ومحبطة أحيانا !
أنت تقول "أنا مثل فاقد القدرة على التواصل مع الناس على أرض الواقع" ..
قناعاتك غير قناعاتهم ، اهتماماتك ، نمط حياتك ، نظرتك لمختلف الأشياء والأشخاص والتفاصيل الكثيرة الكثيرة ..
كلها تختلف!
هل تعي ما تقول؟!
بعبارة أخرى ، أنت وحيد!!!
وإن قالت لك صديقتك أنك لست كذلك !
ولعلك قلت ذات اعتراف نادر ، أن أصدقاءك على الشبكة أكثر ، وأكثر قربا ، وفاءً ، صدقا ، وحباً من أولائك المحسوسين !
في إحدى المرات القليلة التي تعترف فيها ، قالت لك صديقة ما -مخففة عنك وقع الارتطام بهذه الحقيقة- بأنك تستطيع تحويل هذه الصداقات النتية إلى أرض الواقع .
حقيقة .. كلامها صحيح ، ولكن صعب جدا . فعند الحديث عن أصدقاء بهذا القرب والحميمية ، فأنت في الحقيقة تود أن تكون معهم .. تلمسهم ، تسمع أصواتهم وتشتم عطورهم .. ألخ.
والواقع أن هؤلاء الأصدقاء متفرقون ، بعيدون فمن الأسكندرية إلى دمشق إلى رومانيا ، وعودة إلى الكويت مرورا بالدمام والرياض ثم جدة ومكة وحتى اليابان وأميركا !!!
اللقاء بهم صعب والله !