خلط الحقائق لا يجوز .
وانتقاد ممارسات خاطئة لبعض أجهزة الإعلام لا يعطي الحق لتلميع صفحات سوداء لجهات مارقة وإرهابية.
الإرهاب إرهاب.
والإرهاب باسم الجهاد .. هو إرهاب مهما تأنق ومهما ارتدى من مسوح اللاهوتية .
أنا أوافق على انتقاد بعض القنوات العربية التي تبحث عن الغث ، وتنشر السطحية وثقافة الجسد بين الأوساط الشبابية.
هذا لا يعني أن ننكر وجود قنوات رائدة في البرامج الثقافية والعلمية .
القنوات بصفة عامة ، تحاول تغطية أغلب شرائح المجتمع ، وأغلب التوجهات الفكرية والميول الشخصية .
لذلك ، فإن من الخطأ أن نجعل مقاييسنا الشخصية حكما على مدى نجاح القنوات .
على سبيل المثال ..
شخص يحب البرامج الدينية
هذا الشخص سيحكم على قناة تهتم بالأغاني - كقناة روتانا طرب- بأنها قناة فاشلة.
وهذا غير صحيح .
قناة كهذه تهتم بمجال يرضي ذائقة طائفة كبيرة من أفراد المجتمع ..
والعكس صحيح.
أردت أن أشير إلى هذه النقطة ، حتى نتخلص من ثقافة القولبة التي يمارسها الكثير من أفراد مجتمعنا ، وإصدار الاحكام المسبقة وفق رؤيتنا الشخصية للأمور ، وبعيدا عن الاعتراف بحق الآخر في التعبير عن نفسه.
إن أردنا أن نجتمع على رأي واحد .. دعونا نتفق على الثقافة الخاطئة التي تنشرها القنوات أولا ، لنقول أن القناة الفلانية هي قناة تهدم القيم وتضر بالمجتمع .
نحن يا عزيزي لم نتفق أولا .. هل الأغاني هي فساد محض؟
هل الفن والأفلام والمسلسلات فساد محض؟
لكن حتى لا أكون في موقف المدافع عن الإعلام العربي الذي يمر بمرحلة سوداء ..
دعني أقول بأن أغلب القنوات العربية المعروضة .. هي قنوات تهتم للمردود المادي أيا كانت وسائله .
وهذه ردة فعل ضد سياسة الكبت والمنع التي مورست على الإعلام العربي لسنوات طويلة .
محاربتنا للفنون وتحريمها ، كانت أكبر عائق أمام تطور الفن .. فنشأ الفن لدينا معتوها معوقا مشوها.
انظر إلى الأغاني والأفلام العربية والمسلسلات .
حالها مزري وسيء إلى أبعد الحدود.
في فمي ماي ..
العتب على الوقت الذي لا يسمح لي بقول الكثير.
هكذا انا وسابقى