علاقة البعض باللغة الانجليزية هي باختصار علاقة (امفوشر) ، فهو إذا وجد نفسه في مجتمع ما استخدم بعض الكلمات التي يحفظها ضمن حديثه باللغة العربية ( العامية طبعا) ليبدو أمام الآخرين أنه – ما شاء الله عليه – متعلم ومثقف و(بيتكلم لغات) .
نعم هناك بين أضلع هذا المجتمع من بدأت علاقته باللغة الانجليزية مع الرضاعة فاستوى ونشأ وترعرع في أحضان هذه اللغة التي هي اليوم اللغة الأساس في كل شئ في العالم أجمع ،وبالتالي لا يمكن أن يلام ،ومن هؤلاء من ربما لا يفهم الكلام بالعربية أو حتى الضحك بهذه اللغة التي بدت غريبة في اوطانها.
وهناك أيضا من طبيعة عمله وحياته صارت تفرض عليه الحديث باللغة الانجليزية أو ربما درس في الغرب ،وهذا أيضا لا يلام .
ولكن القصة هي قصة أولئك الذين حفظوا بضع كلمات (وطبعا يحفظون الكلمات التي لها رنة )واعتبروا أنفسهم متقدمين وفالحين فيأتون إلى أي مكان ووسط أي مجموعة ويقحمون الكلمات الانجليزية إقحاما ، لا لشئ إلا ( شوفونا يعني ) إحنه نعرف إنجليزي ( طبعا بعض من هذا البعض تطور وصار يستخدم كلمات فرنس بدل الانجليزي ..يعني إنه متثقف أكثر) ،وهناك بالطبع من يبالغ فتجده يقول في بعض المواضع إنه( لا يعرف ماذا تقولون لهذا بالعربي لكننا إحنه _ لاحظ الانتساب – انقول كذا )ويأتي بالكلمة بالانجليزي رغم إنه يعر ف الكلمة بالعربي ويعرف تصريفاتها ويعرف تفاصيلها وبكل اللهجات المحلية !
وهناك بالطبع فريق رابع يستمتع بلفظ الكلمات التي بها حرف الراء ليبدو أنه – ما شاء الله عليه – متمكن من اللغة و(ولدهم ) فتخرج الكلمات من فمه محرفة !
لا أحد ينكر أهمية اللغة الانجليزية اليوم ،ولكن لا داعي ل (المفوشر ) أمام الاخرين ، خاصة وأنها ليست لغة صعبة التعلم والذين تعلموها( لم يأتوا بالذيب من ذيله )،ثم ما الداعي لندوس لغتنا ونطمسها ونرفع من شأن لغة أخرى مهما كانت أهمية تلك اللغة .هذا لا يعني عدم تعلم الانجليزية فهي لغة العصر ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا الأمر وتعلمها يعود بالنفع على من يقدم عليها ،ولكن اللغة الانجليزية لم تعد اليوم في موقع يتيح للكثيرين التفاخر بالالمام بها أمام الاخرين .
...والحقيقة الانسان اليوم صار محتاجا جدا ل(الانفورميشن ) ولازم تكون عنه قدرة على ال( ديسايدد)وتكون عنده بعد قدرة على ال ( الكونفرزيشن ) ..ويحط باله لل ( الديزاستر ) و( الكوتاستروفي ) علشان يصير (إنفولف ) في الشغلة ! (مثلا يعني).